يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 15 أغسطس 2015

مقال بعنوان "علمتني الكيمياء أن السياسة في وطني جزيء "ماء"


علمتني الكيمياء أن السياسة في وطني جزيء ماء

 


إن السياسة في وطني غريبة نوعاً ما فالأحزاب الجزائرية مثلا كلها تنقسم إلى صفين إثنين: صف يسمى المعارضة, وصف يساند النظام الحاكم.
والسياسة في الجزائر مثل جزيء الماء من حيث تركيبته الذرية هذا مااستنتجته من علوم الكيمياء التي درستها يَتكون الماء النقيّ من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين.
فرض علينا الواقع الحالي إعتبار صف النظام الحاكم  ذرتي الهيدروجين وصف المعارضة هو ذرة الأوكسجين.
والمعروف عن غاز الأوكسجين عنصر كيميائي يساعد على الإحتراق بل لاإحتراق في غيابه
أما من خصائص الهيدروجان أنه عنصر يساعد على إطفاء النيران وإخماد الحرائق
ومن هنا نستنتج أن خاصية إطفاء النيران التي يتمتاز بها الماء إستمدها من تركيبته التي تعرف طغياناً لنسبة الهيدروجين على حساب الأوكسيجان.
وإستنادا على هذه الخصائص يتسارع ولاة النظام في تخويف وترهيب الشعب من نشوب نار الفتنة وشيوع الفساد في حالة ما إذا تنفست المعارضة قليلا أوأرادت أن تزيد نسبتها في التركيبة المقدرة مسبقاً, ولسوء حظها أن هذا منطقيٌ كونها تمثل الأوكسجين المُوِقد في تركيب الماء
فتستسلم المعارضة الضعيفة للواقع وقد أبدت في أكثر من مرة ولاءها للنظام , دون أن تنتبه لنقطة قوتها الكامنة في أن لاحياة دون الأوكسجين
ويستغل النظاميون هذه الفرصة للتنديد بوجوب المحافطة على حالة الماء كماهي أي الإبقاء على طغيان الهيدروجين (النطام) على نظيره الأوكسجين (المعارضة).
وبعيداً عن الأحزاب المعارضة ,تعيش فئة الشباب في وطني على أنغام الأماني وأمل الحصول على مشعل السلطة ومشاركتها للنظام فيه.
إلا أن هذه الفئة اليافعة إصطدمت بردٍ أفحمها وأفحمَ حلمها,
حيث أن النظام الذكيّ حذرهم من الإقتراب للسلطة فَهُم لايزالون صغارًا على ذلك.
وإعتبر ساسة النظام إعطاء الحكم السياسي صبغة شبابية تهوراً !
سَيُعكِر من صفوة الماء ويُفسد طهارته وبالتالي سَيَبطل الوضوء على كرسي السلطة المسلمة, التي
تعوّدت على الصلاة كل مرةٍ ركعات الشروع والبدء في عهدة جديدة .
وبالتالي الوقوع في مشكل نقاوة الماء.
وبهكذا مراواغات وببعض الأماني التقشفية ترمي السلطة الشباب بعيداً عن حلم المِشعل والكرسي , فيجتاح اليأس تلك الصبغة الفتية و يدفعها للتنازل مقابل أتفه الإغراءات النظامية الشحيحة.
فلا المعارضة تصمد أمامهم ,ولا فرصة للشباب بَقيت ليصارع من أجلها.
وإن أردت تحديد مدى قساوة هذا الماء فلن يكفيك لاتركيز الكالسيوم ولا المنغنزيوم المنحلين فيه
لأن هذا الماء ليس كباقي المياه العادية
فهو ماءٌ تفوح منه رائحة كريهة نَتيجةََ لاختلاطه بمياه قنوات الصرف الصحي الخارجية.
فياله من نظامٍ علمني الكيمياء بأنانيةٍ وذكاء

نشرته:

صحيفة "الفكر"
صحيفة "المقص" 

مجلة " صوت شبــــــــاب الجزائر"

 


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تطوير : مدونة محترف المال