احتضار اللغة العربية في الجزائر
تعيش اللغة العربية في المجتمع الجزائري حالة احتضار ومعاناة كبيرة إثر غزو اللغة الفرنسية أفواه الجزائرين بطريقة رهيبة جدا
فلهجة المواطن الجزائري صارت وللأسف لاتخلوا من عبارات وكلمات فرنسية مكسرة اعتاد على استعمالها الكبير والصغير
أرجع المؤرخون سببها إلى الإستعمار الفرنسي الذي غير معالم اللهجة الجزائرية كثيرا
وعاد بالضرر على لغتنا الأم
فكيف لاوقد صار البعض يظن أن الفرنسية علامة تقدم ولغة رقي
وهي عكس ذلك تماما فانتشرها الواسع ماهو إلا غزو ثقافي وإنذار موجه إلى المفكرين مفاده أن المجتمع الجزائري بحاجة إلى ثورة فكرية جدية تعالج هذا الواقع المهين لعروبتنا.
ومما يلفت الإنتباه أيضا فرنسة أنظمة التعليم العالي خاصة الشعب العلمية وإن كانت بالأصل أنظمة فرنسية
فهذا ليس حجة كافية كي لاتترجم إلى العربية.
ومما زاد الطين بلة هو أن بعض أشباه المسؤولين يبررون هذا الظلم اللغوي بأن الفرنسية والإنجليزية هما لغتا العلوم والتكنولجيا
فابالله عليكم على أي أساس استنتجوا هذا !
أوليست العربية أفصح اللغات وأغناها ضف إلى أنها لغة القرآن ولسان الرحمن
أم أن هذا لايكفيهم ليتداركوا هذا الإهمال والظلم في حقها.
فحسب رأي هذا التقصير ماهو إلا دليل على تبعيتنا المستمرة لفرنسا بطريقة غير مباشرة !
ونحن أصلا لسنا ضد التفتح اللغوي ولكننا ضد هيمنتها على حساب لغتنا.
فلايجب أن نتناس أن هذه اللغة لغة مجرمين.
فوالله تفوح رائحة كريهة من أفواهنا حين نتلفظ هذه اللغة
رائحة لايشمها إلا عشاق اللغة العربية ولايشمها إلا من عرف فرنسا وشرها.
ومع كل هذا إلا أنه والحمد لله
ظهرت بعض الحركات الثقافية والنشاطات الفكرية المحتشمة تحاول بقدر المستطاع حماية العربية وتحبيبها لقلب الشاب الجزائري المخدر
فهنيئا لهم هذا الجهاد في سبيل نصرة العربية
في ظل هذه الظروف التي تعيشها الساحة الثقافية.
وأخيرا نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها ويعاد للعربية اعتبارها.
المقال نشر في :
جريدة 'أخبار الشباب' المصرية
صحيفة 'الفكر' الإلكترونية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق