مقال حول " بين الجانب المادي والجانب المعنوي… "

بين الجانب المادي والجانب المعنوي…

 

 

صراحة لقد ابتعدنا في الفترة الأخيرة بصفة غريبة عن العالم المعنوي ،وصرنا نحسب لحياتنا حسابات مادية بحتة ،حيث أعمت المادة وتداعياتها بصيرتنا عن رؤية وإدراك طعم دنيا المعنويات : هذه الدنيا يعيش التي فيها ذوي صلات روحانية بالعالم الخفي وماوراء الستار، والإسلام بين أنه الفلسفة الأصح والأشمل في مايخص علاقة الإنسان بالعالم المعنوي حيث حثنا على الإتصال بهذا العالم والإرتباط به، فمثلا:

الإيمان بحضور الملائكة في كل وقت دون أن نراهم والإيمان بأن وراء كل عسر يسر قبل أن ندرك اليسر..
فهذا دليل واضح بأننا نحن المسلمين لنا عقيدة روحانية ذات مبادئ معنوية جلية،
فالعقل في الإسلام معنوي..
والروح معنوية..
والحب من المعنويات الضرورية.
وصلتنا الروحانية بالله عزوجل أقوى صلة تجسدها صلواتنا اليومية.
إلا أننا للأسف تخلينا عن هذه المبادئ والأفكار
وصرنا لانكاد نؤمن إلابما نراه أمامنا، وأستشهد بأحد الأمثلة التي تطرق إليها شيخنا الداعية {عبد الرحمن الهاشمي رحمه الله} حين قال:” أننا صرنا نحسب الأمور حساب ماديا بحت فأصبحنا نخاف ونهاب مثلا أمريكا وأسلحتها التي تصنع من مادة الحديد،

واعتبرنا قوتها المعاصرة على حد قوله بالقوة العظمى، وتناسينا للحظة أن حديد أسلحتها وآلاتها ومصانعها ماهو إلا تنزيل من ربنا العظيم، هذا مانصت عليه إحدى أيات سورة الحديد.

فالخلاصة إذا أن لاأمريكا ولاغيرها صنعوا الحديد الذي صار مصدر قوة فهو من الله سبحانه”

وبالعودة لمضوعنا، إننا لولجأنا وعدنا للجانب المعنوي قبل خوفنا هذا لأدركنا مباشرة وبسهولة ضعف أمريكا أمام قوة الإله التي لاتقارن بأي قوة كانت.

وإن عززنا صلنتنا المعنوية والروحانية وآمن به حق الإيمان لنصرنا على القوم الظالمين كما وعدنا في كتابه المبين.

فللأسف منعت الماديات أشعة النور من تدارك بصائرنا وتوجيهها.

إذا طغيان الجانب المعنوي على الجانب المادي قدف الوهن في أنفسنا وجعلنا أمة مادية ،ضعيفة الركيزة

ونزع المهابة من قلوب أعدائنا لنا.

لذا يجب علينا تحسس حلاوة الجانب المعنوي وإستغلال القوة التي يؤمنها هذا الجانب، والتعود عليه وإدراك قيمته وجعله السند الذي نستند إليه دوما بعيدا عن ماديات الدنيا الفانية.

 
المقال نشر في:
جريدة أخبار الشباب