تفشي ظاهرة القبلية والجهوية
الغريب في الأمر وللأسف الشديد أن حتى ذوي الفكر والعلم صاروا يؤمننون بها ويتخذونها مقاييس تفاضل !. فوالله الذي لاإله إلا هو لإنها الجاهلية بأم عينها وإنه لحكم جاهلي لاجدل فيه.
كيف لا؟ وحكم القبلية قضى على مفاهيم الحب والإتحاد وجعل مجتمعنا متفكك بعد أن كان متماسكا فالحقد والكراهية تتوسطنا والفرقة الحمقاء تحكمنا ومفاهيم الجاهلية دستورنا بعد أن كان منهج الإسلام سراجا ينير درب طريقنا.
مست هذه الظاهرة الكارثية العلاقات الإجتماعية حيث توغلت أفكار القبلية والجهوية ذهن الأباء والأبناء فأصبح الأب لايزوج ابنته لإبن فلان وأو لإبن القبيلة الفلانية والجانب الآخر لايقصد بيوت العفاف والخير لأن أصحابها ليسو ذو نسب أو حسب يذكر على الألسن…
إنها لمصيبة عضمى حلت بالمجتمع ،فهل يعقل أن يبنى الزواج وتأسس العلاقات على مثل هذه الأسس والمعايير التي لافائدة منها بعد أن كان مقياس ذلك الصلاح والتقوى والأخلاق الحميدة فقول الله عز وجل خير دليل لتجنب هذه المفاهيم ،بعد بسم الله الرحمن الرحيم:”إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
إنتشار هذه الأحكام الزائفة التي شتت وفرقت وحدة المجتمع أثر سلبا على نموه الإقتصادي ،فالبلدان المتقدمة لاتعرف مثل هذه الظواهر إلا نادرا
لذا فالغرب يتطور وتقدم نحو المستقبل بالعلم والعمل
وأما نحن بقينا وللأسف نقضي أوقاتنا في مثل هذه الأمور :هذا ابن فلان من نسب كذا ومن المدينة والآخر من الريف !؟.
فأي حكم هذا الذي ساد الجاهلية عصورا مضت وعاد لمجتمعاتنا في عصر العولمة ليهدم العلاقات بين أفراده ويزرع بينهم التكبر والحقد..
لذا يجب على ولاة الأمور التحسيس بخطورة هذا الأمر الذي صار عاديا لإنتشاره الواسع وعلى رجال الدين وذوي العقول الراجحة أن يتحكوا للحد من هذه الظاهرة التي لن تعود علينا بالنفع بل وستشعل نار الفتنة في مجتمعنا الإسلامي.
لك الله ياأمة الإسلام.
المقال نشر في:
صحيفة الفكر
جريدة أخبار الشباب
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق