واقع الثقافة العربية
تعرف الثقافة العربية مؤخرا نزوحا وانجرافا خطيرا كلفنا ضياع أكبر نسبة من شبابنا.
فالعرب وللأسف لم تعد تجمعهم سوى برامج الأغاني ،الرقص ،التبرج واللهو وماإلى ذلك، من ضياع لايعلمه إلا الله
تعددت في ثقافتنا العربية أسماء هذه البرامج والحصص التي تدعمها محطات الإعلام الأكثر رواجا في مجتمعنا العربي، ولكن هدفها واحد وهو الدعوة إلى الفساد الأخلاقي والتدهور الفكري الذي انحصر مفهومه للثقافة في الغناء الماجن والرقص المخل بالحياء ،بل وسمي فنا !!
والعجيب من كل هذا أن له متابعين بالملايين أكثرهم شباب ضائع في متاهات هذه الثقافة
في وقت تحتاج فيه الأمة العربية إلى مفكرين وأدباء ودعاة إصلاح يوجهون هذا الجيل المخدر
حال الثقافة العربية انعكس سلبا على المجتمعات فقد صارت الحلقة الأضعف في العالم ككل صرنا مجتمعا لاهوية له ولاقرار ،نستهلك ثقافة مستوردة من الغرب الذي لايراعي أحكام إسلامنا بل ويسعى لتدميرها بشتى الوسائل والذرائع.
وهذا التقليد والإستهلاك غالبا مايصلنا تحت أسماء سخيفة سميت بالتبادل الثقافي والتفتح.
فأي مستقبل ينتظر ثقافتنا هذه ؟!
أما السينما والأفلام العربية فصرنا لاندرك عروبتها فيها إلا حين ينطق ممثليها بلغتنا الأم، فقد تأثرت بالكامل بالثقافة الغربية
وفقدت مع هذا التأثر ذوقها العربي الإسلامي الأصيل ، الذي اشتاق له جمهورنا العربي
إنه له لتدمع العين حين تحس وترى أن ثقافتك العربية إنفصلت عن دينها
وصارت نسخة مطابقة للأصل لثقافة الغرب الغير نافعة ،يصادق على هذه النسخة مسؤولون يعشقون التبعية وإن كانوا أصلا بغير مواقعهم وبمناصب لاتليق بمستواهم الثقافي المتخلف.
وعن الأدب ،الشعر ،التأليف والكتابة فالمعاناة تكسو هذا الجانب الذي يعتبر مكروه وشبه حرام في ثقافتنا لإنه يزعج القائمين على الثقافة العربية ويخلط حساباتهم الفاشلة
أولئك الذين لم يدركوا أن التقدم الثقافي يبني حضارة الأمم ويسير بها إلى مستقبل زاهر.
لكن لايجب أن ننسى أن الكثير من المثقفين نسيوا دورهم الرئيسي ،الذي هو تقديم الرسالة النبيلة الهادفة التي تحرر فكر مجتمعنا وتعيد ثقافتنا لسكتها الصحيحة
فقد أصبح معظمهم يجري وراء الماديات والمصالح الشخصية
التي أفقدت قرارتهم مفعولها في الوسط الإجتماعي.
ومن المشاكل العويصة التي تقف سدا في وجه العودة للثقافة العربية الأصيلة هو شبه الإقتناع التام للعرب أن نجاحات ثقافتهم التاريخية السابقة صارت مجرد رواية قديمة تحملها الكتب على مر الزمان
وأن إعادة إحياءها والمحافظة على مبادئها وتقاليدها ضرب من التخلف والرجعية !
بالنظر للتطور الذي تشهده الثقافة الأورأمريكية.
وفي الحقيقة يبقى الرجوع للأصل فضيلة يامعشر العرب.
ولايجب أن نتجاهل أن تطور الغرب مس كافة الميادين حين حافظوا على ثقافتهم وأكرموها.
ويبقى للأسف الخاسر الأكبر من هذا الحال المخيب هو الشاب العربي
الذي تاه في أمره
ولم يجد مرشد سبيل يقوده إلى الثقافة العربية الإسلامية الحقيقية.
فلك الله ياثقافة العرب.
المقال نشر في :
جريدة 'أخبار الشباب'
صحيفة 'الفكر' الإلكترونية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق