في ظل التعتيم الإعلامي والخيانة الإسلامية والدولية...
مسلمون لا يُسمع حسيسهم ولا حق لهم في الحياة...
بورما المنسية تعاني بصمت...
إعداد: بشيرباي محمد أمين
عن
بورما...
بورما تسمية من نحت البريطانيين
الذين استعمروها طويلا، مشتقة من كلمة البامار، بلد غني بالموارد الزراعية
والبشرية وفيه بترول، لكنه من أشد بلدان العالم فقرا، به عدد كبير من القوميات أكثرها
عددا البامار، منطقة أركان تضّم "الروهينجا" تسمية تطلق على أقلية
مسلمة، تقول عنهم بورما أن أصلهم من
بنغلادش في وقت تبرأت فيه الحكومة البنغلادشية من أركان وسكانها.
وتحُّد بورما من الشمال الشرقي
الصين، وتحدها بنغلادش والهند من الشمال الغربي، وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس
وتايلاند، أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي.
مقتطفات من تاريخ معاناة
مسلمي بورما...
كان أول ظهور للاضطهاد الديني ضد
مسلمي بورما بعد استيلائه ملكها على باغو في 1559 يحث قام بحضر ذبح الدجاج
والمواشي أضاحي العيد بسبب تعصبه الديني، وأجبر الملك الظالم باينتوانغ رعاياه على
الاستماع للخطب والمواعظ البوذية أي أجبرهم على الخروج عن دينهم عنوة.
في عهد الملك بوداوبايا
(1782-1819)ن تم القبض على أشهر أربعة أئمة مسلمين في مينامار وقتلهم الملك بسبب
رفضهم أكل لحم الخنزير المحرم في الدين الإسلامي.
نشأت المشاعر المعادية لمسلمي
بورما في عهد الحكم الإنجليزي بعد الحرب العالمية الثانية أين قام عبدة بوذا
بتصنيف كل من مسلمي الهند ومسلمي بروما وهندوس الهند في خانة واحدة سموها
"كالا" وهي كلمة مهينة تعني الأسود.
وفي عام 1938 تعرض مسلمو بورما
لهجوم شرس من قبل الإعلام البورمي الذي كان يخفي كراهيته وعدائه للمسلمين ويتظاهر
بالوطنية ومشاعرها من أجل إرضاء الحكومة البريطانية.
في إحدى حملات العنف التي شنت ضد
مسلمي بورما تعرض أزيد من 113 مسجد للخراب والدمار، وانتشر العنف والقتل بتحريض
إعلامي واسع طبقته حكومة بورما بعد أن أصابت الشرطة الهندية ثلاث رهبان كانوا ضمن
مسيرة غير سلمية إثر تدخلها لتفرقة المتظاهرين.
وازداد حال مسلمي بورما سوءً في
الوقت الذي وصل فيه الجنرال ني وين إلى السلطة سنة 1963، حيث تعرض المسلمون إلى
التهميش والإقصاء وطرد من الجيش، وتعرضوا لإهانات معنوية ووصفوا من قبل البوذيين
بأقبح الألقاب ك"قاتلي البقر" قاصدين ذبح البقر لأضحية العيد. وفي صعيد
آخر تملك حكومة مينامار الدكتاتورية كل السلطة على الأمن الداخلي للبلد مما يخولها
التدخل في عدة منظمات ومؤتمرات حتى الدينية، واستغلت هذه السلطة في تضييق الخناق
على مسلمي بورما واتهامهم بالإرهاب والتطرف.
وما زاد الطين بلة والواقع أسى،
إصدار قانون على أن الأقلية في البلاد لا تملك الحق في الجنسية المينامارية إلا
إذا ثبت أنها قد عاشت في البلاد قبل 1823 أي قبل الرب الأنجلو-بورمية، وتعرض
المسلمون هناك في هذه الفترة إلى الحرق والقتل التعسفي واتهموا بذوي الأصول
البنغلادشية.
1997 و2001، شهدت هذه السنتين على
أعمال شغب استهدفت مسلمي بورما العزل والضعفاء، حيث قام الرهبان والبوذيون بتخريب
11 مسجدا ودمروا أماكن تجمع المسلمين ووصلت بهم الوقاحة إلى تدنيس كتاب الله
القرآن الكريم، واعتدوا على ممتلكات المسلمين وافسدوا 400 بيت وقتلوا أكثر من 200
مسلم. وفي 2001 أصدرت منظمة حقوق الإنسان تقريرا أشارت إلى ارتفاع وتيرة التطرف
الديني بين البوذيين والمسلمين في بورما. وقام السلطات البوذية بغلق أكبر المساجد
وحظر التجول وتجميد حركة المسلمين داخل المنطقة مما دفعهم للنزوح إلى المناطق
المجاورة.
وفي 2012 تعرض أزيد من 2000 مسلمي
إلى التشرد وأُحرقت آلاف البيوت بسبب التطرف الديني في جمهورية اتحاد مينامار،
الأمر الذي هدّد السلام العالمي ومنظمة حقوق الإنسان.
وفي نفس السنة تعرضت حافلة للاعتداء
كانت تقل عشرة من مسلمي أركان عائدين من العمرة، وتم تنكيلهم وتقتيلهم بأبشع الطرق
من قبل أزيد من 450 بوذي، في وقت غظت فيه الحكومة البورمية الطرف عن هذا الانتهاك
ولم تحرك ساكنا، بل وفي الجمعة الموالية، خاف البوذيون من تجمع المسلمين في
مساجدهم فقاموا برميهم بالحجارة ونشب عن إثرها صراع عنيف أدى إلى تدخل السلطات
الأمنية التي قام بحظر التجول على المسلمين فيما تركت البوذيين يعيثون فسادا في
الأرض.
وفي نفس السنة 2012 خرج رئيسهم
السفاح ثين سين عن صمته قائلا:" ليس ممكنا قبول الروهينجا الذين دخلوا البلاد
بطريقة غير قانونية، وهم ليسوا من أثنيتنا" ثم أردف:" إنهم يشكلون خطرا
على الأمن القومي". ودعا خلال لقائه مع المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين
إلى تجميع الأقلية المسلمة المتواجدة في مينامار في معسكرات لحين طردها خارج
البلاد.
وفي عام 2016 بين مرسوم أصدرته
حكومة الحكومة البورمية أن عدد المسلمين في بلادها قد انخفض كثيرا لينتقل من 3.9
بالمئة من سكان بورما إلى 2.3 بالمئة أي ما يعادل حوالي مليون ومئتي ألف مسلم من
العدد الإجمالي لسكان بورما المقدر ب51 مليون نسمة، أغلبيتهم من البوذيين.
إعلام وعسكر ضّد بشرٍ
عزل...
وقد بلغ الاضطهاد والتطهير العرقي
أشده في الفترة الأخيرة، حيث نشرت وسائل إعلامية أجنبية وعربية تقارير تبين أن
الأقلية المسلمة في بورما صنفت أكثر الأقليات اضطهادا وتعرضا للتطهير الديني في
العالم.
وتقف الحكومة المينامارية وراء
أغلب الانتهاكات والصراعات الطائفية من خلال الحملات الإعلامية التي تقوم بها من
أجل تصوير مسلمي الروهينجي على أنهم خطر على البلاد وأن دينهم الإسلامي ينتشر
بسرعة وقد يصلوا إلى سلطة البلاد الحاكمة في أي لحظة، وهذا ما ينافي المنطق تماما
لما تعرفه الأغلبية البوذية من انتشار ونمو ديموغرافي متزايد عكس المسلمين.
ولم تتوقف جرائم الحكومة البورمية
عند هذا بل قامت بدعم البوذيين في إحراق بيوت المسلمين وجندت عساكرها ودعمت
المتطرفين بالسلاح.
ونجحت الحرب العلمية التي انتهجتها
بورما في التعبئة السلبية للمواطنين البوذيين حيث يرفض هؤلاء التعايش مع المسلمين
والتعامل معهم وحتى مجاورتهم، فيما لا يرى المسلمون أي مانع في أن يتعاملوا مع
غيرهم شرط أن تحميهم الدولة وتمنحهم اعترافا رسميا بوطنيتهم وقدم لهم بطاقات هوية.
إلى أين المفر؟
وترى حكومة مينامار أن الحل الوحيد
لهذا الصراع الطائفي الذي تشاركه فيه سرًا وعلنا، هو إحالة الروهينجا المسلمين إلى
مخيمات للاجئين ثم طردهم من البلاد نحو بنغلادش بعد أن حرمتهم حق المواطنة
واعتبرتهم مهاجرين دخلاء.
وفي نفس الوقت تتبرأ حكومة بنغلادش
من مسلمي الروهينجا وتعاملهم كلاجئين سياسيين إذ ما اكتفت بعدد النازحين منهم قامت
بطرد البقية على متن قوارب الموت باتجاه المجهول.
كما يتعرض لاجئي الروهينجا إلى الطرد
من كل بلاد يفرون إليها فبعض المصادر
الإخبارية تقول إن أزيد من مئة ألف لاجئ توجهوا إلى الحدود التايلاندية فارين من
الحكم السائد في مينامار، ولم يتوقف الحد عند ذلك فقد قامت السلطات العسكرية
بتايلاند بضربهم وإلقائهم في عرض البحر. وتقول مصادر من اندونيسيا إن بعض السفن
والقوارب التي كانت تحمل مسلمي الروهينجا قد غرقت بسبب العواصف التي ضربت البحر
ولا أثر لأغلبهم، وتم تصنيفهم في قائمة المفقودين.
وأما البقية الباقية من المسلمين
يعيشون حاليا في الجبال والمناطق النائية فارين من الظلم والقتل والتنكيل الذي
تمارسهم عليهم حكومة بورما شعبا وعسكرا وإعلاما.
جرائم شنيعة.. "أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ
رَبِّيَ اللَّهُ"
من بين الانتهاكات والتجاوزات التي
اقترفها البوذيون في حق المسلمين:
ü إبادة
جماعية للعزل الأبرياء
ü قتل الأطفال
ورميهم أحياء وسط النيران
ü حرق البيوت
وتهجير الروهينجا
ü اغتصاب
مسلمي بورما والاعتداء عليهم
ü عزل
المخيمات ومعسكرات المسلمين وحرمانهم من الإعانات
ü تدنيس
القرآن الكريم وتهديم المساجد والمدارس القرآنية
ü التعامل مع
الأقلية المسلمة في بورما كأنها وباء خطير لابد من استئصاله
ü منع زواج
المسلمات مع المسلمين منذ عشر سنوات ومن يخالف القانون يسجن.
ü منع طباعة
الكتب الإسلامية والتضييق على الحركة الدعوية
ü منع أذان
الصلاة منذ سنوات
---------------------------------------------------------
كُتّاب
وشعراء شباب من مختلف أنحاء الجزائر
يُجنّدون
أقلامهم لنصرة مسلمي بورما!!
بنصوص وخواطر شعرية بما جادت به أناملهم الموهوبة..
من إعداد: أمين بشيرباي
-------------------------
عذرا
بورما !!
بقلم : بن مهدي عفاف
(31 سنة، من ولاية قسنطينة)
عذرا بورما
لم نرك إلا ومسلميك في واد سحيق
عذرا بورما
لم نعرفك إلا بعدما ارتفع لهيب الحريق
ولم نسمع لك
حسا ولا خبرا إلا وشعبك غريق
ومن بقي حيا
فهو شريد في القفار
أو في
الطريق المجهول هائما أبى إلا أن يكون مسافرا
وحكامنا لم
ينددوا كعادتهم حتى من فوق المنابر
أعتقد أنه
راقهم النصر لتلك المجازر
عذرا بورما
لن تكفيك بقعة الأرض لنقيم لك العزاء
فقط في سري
سأدعو لأرواحكم الطاهرة وابتهل لرب السماء
عذرا بورما
لم نقف معك في السراء فكيف سنعرفك في الضراء
فعذرا وألف
عذرا يا رسول الله لم نتبع سنتك بالوفاء
عذرا بورما
فقد سقط مسلموك في أيدي من لا دين لهم ولا رب
عذرا بورما
القلب يعتصر دما بعد أن جفت دموع الهدب
عذرا منك
فالنخوة ماتت ولن يحركها الغضب
نعم، أفلح
المسلمون في الفتنة بينهم فتبا لهم وألف تب !!
-------------------------------------------------------------
أنفاس
بورما الأخيرة...
بقلم: خليفي عبد
الحق (21 سنة، من ولاية عين الدفلى)
توقف الزمن
وتوقت أحداثه
يا ترى إلى
أين المصير؟
ذلٌ وإهانة،
شرٌ وخيانة
توقف كفانا،
أمات الضمير؟
قتل وتعذيب،
خبث وترهيب
كره لا
ترغيب، يا له من وقت عسير
جدران سقفها
السماء، ضحك يتبعه البكاء
يا ترى أين
نجد التفسير؟
رياح صارخة
بين جبال شامخة
وآمال
راسخة، يا له من صبر مرير
أمٌ صامدة،
كشمعة خالدة
ضحكت بنورها
لإسكات طفلها الصغير
صداع طويل
وحمل ثقيل
بحثا عن
بديل في عالم لا يملك التبرير
أخبر رضيعا
صار يتيما، أخبر نجما صار عقيما... أخبرهم فما تحكيه جدّ كثير
-------------------------------------------------------------
بلا
عنوان !
بقلم: إيمان مريني (18
سنة، من ولاية باتنة)
لا أحد يسمع
صوت عذابهم
ولا أنينهم
المدوي يصل
بقلب بارد
أشعلوا عليهم نيران الألم
وارتكبوا
بحقهم أبشع الجرائم التي لن يمحوها الزمن
مزقوا أحشاءهم
جوعا، وجعلوا من جثثهم طعاما للسمك
بضمير متوحش
قتلوهم وعلى نخب الدمار شربوا دماءهم
في كل صباح
يوقظهم أزير الطائرات والخوف يروع قلوبهم
وفي الليل
يعزفون عليهم لحن الموت بصوت الرصاص الذي يكاد يصم أذانهم
بورما يا
قصيدة منسية !
يا وجعا لا
يندمل !
الحرف بخيل
والقلم عاجز أن يصف...
-------------------------------------------------------------
بكيتُكم
سِرًّا
بقلم: أسماء سنجاسني (21 سنة، من الجزائر العاصمة)
لماذا كلُّ
طائفةٍ أغاثت بَنيهَا
غيركم أهلَ
الهلالِ؟"
ماذا جدَّ
فاستثنيْتُم التاريخَ
قبل أن
يستثنيكم؟
فتبرّأ من
رؤوسِكم
تاجُ
النخوةِ الغالي
وصار الصمتُ
لكم ظلاً
وما هو ظِلٌ
إلاّ للظلالِ
أحتاجُ
دمعًا يُغرقني
ويُواري
رأسي تحت الثرَى
أحتاجُ
رِداءَ يُوسُفَ
كي لا أرى
أخي في
بورما...... أختي في أرَكَانْ
أختُكم أنا
في الإسلامْ
آه
عُذرًا...عُذرًا
أخي في
بورما...... أختي في أرَكَانْ
عدُوَّتُكُمْ
أنا في السّلامْ
فقد
بكيتُكُم سِرًّا
وما استطاع
دمعي
أن
يُسمِعَكم صوتهُ جهرًا
بكيتُكم
سِرًّا
والسِّرُ
زاد من طولِ عَذابِكم
وفاقمَ
القهرَ قهرًا
ولكنَّ
العلنَ ما عاد جهرًا
والجهرُ
انقلبَ سِرًّا
والسِّرُ
زادكم قهرًا
وزادني
عارًا وخِزيًا
فأصبح
سِرًّا، من مفاهيمِهِ جهرًا
هل نحنُ
أغبِياءْ؟
أم أنّنا
نتغابى فيُعْمينا الغباءْ؟
وهل نحنُ
قومٌ أبكم؟
أم
بَكَّمْنا لِساننا عمدًا
وألبسنا
الهِمَّةَ ثوب الخرساءْ
وغسّلنا
العزّة بماءٍ مُدنّس
من عينِ
الهِجاءْ
ورفضنا
الإصغاءْ
لصرخاتٍ
سبقت الريحَ إلينا
فوجدت عار
الصمتِ يعترينا والغباءْ
أخي في
بورما
أعلمُ أنّكَ
بِتَّ ليالٍ في العراءِ بلا غِطاءْ
أختي في
أرَكَانْ
أعلمُ أنّكِ
هربتِ حافية القدمينِ بلا حذاءْ
وأعلمُ يا
شيْخُ أنّ الهمَّ زاد ظهركَ تَقَوُّسًا
فصرتَ
أحدبًا يتّكِئُ على عُكازةِ العذابِ الجفياءْ
ويا عجوزُ
لا أعرفُ عنكِ شيئًا
فتجاعيدُكِ
زادتني ذُلاً وذنبًا وظلماءْ
ويا أمَّ
عشرةِ أطفالٍ ليس لهم أبٌ واحد
اغتصبوكِ في
كلِّ موطِن
تحت السماءْ
تحت أنظار
القهّارِ الجبارِ
الأحدِ
الصمدِ
رفعتُ قلمي
باتجاهِ العَرَبِ أسألنَّ
أتُريدونَ
النارَ أم تُريدون الجنة؟
وبونِ ردٍ
إلى أرضي سأعودنَّ
أحتاجُ إلى
قومٍ سِواكُمُ
ومن قومٍ
مثلِكُمُ لأتبرّأنَّ
فنحنُ قومٌ
حين مدَّ كَفَّهُ دينُنَا
رفعنا رايةَ
الصمتِ وانسحبنا
فجعلناهُ
ينزِلُ إلى الأدنى
حربُهم
حربُنا.... وقومُهم قومُنا.... ودينُهم دينُنا
فكيف خنقنا
عُنْقَ فضائِلِنا؟
واستطعنا
الخنْقَ؟
وانهزَمنَا
قبل أن نخوضَ حربَنا
وتَرَجَيْنا
ضيفنا
أن يُطيلَ
البقاءَ عِنْدنا
وضيْفُنا
صمتُنا
فنسبوا
الضُعْفَ والجُبْنَ لنا
وقالوا:
قومٌ إلى بَنيهِ وعِرْقِهِ
ومَنْ
مِنْهُ ما أحسنا
هذي
بِضاعتكم رُدَّتْ إليكمُ
وهذي
أرواحُهم عند الله فازت
وهذي والله
أفعالُكم تشهدُ يوم القيامةِ عنكمُ
-------------------------------------------------------------
يا من خُنتم مسلمي بورما...
بقلم: بشيرباي محمد
أمين (22 سنة، من ولاية مستغانم)
أتساءل....
أين منظمة
الأمم المتحدة؟..أكيد، تشتّت حين تعلق الأمر بالضعفاء...
أين الأمن
العالمي؟..واضح، تحول إلى جهوّي قومّي دون تصريح وإدلاء..
أين أنتم يا
مسلمين؟ إخوانكم يُقتلون في أراكان !
أين أنتم يا
من تدعون الإسلام والزهد والإيمان؟
يا أمة
تجاوز تعدادها المليار؟.. يا من تنامين ليل نهار
إنهم يغتصبون
بناتك ويحرقون أطفالك في عقر الدار !!
أما آن لك
أن تنتفضي وترفعي عنك وسمة العار ؟!
يا أمة ضحكت
من تشتتها الأمم...
يا أمة عانت
من مواقفها بورما الألم..
أمٌ تُشرد،
بيتٌ يُحرق، فتاةٌ تُغتصب، وشابٌ يُعذب... بلا ذنب !
فقط لأنه
مسلمٌ يكفر ببوذا، وعن إيمانه بالله لم ولن ينقلب
يا من تُوّلون
وجهوكم صوب القبلة خمس مرات في اليوم والليلة.
قولوا
لأبرياء الروهينجا أما باليد حيلة؟
أين أنتم يا
مسلمين؟ يا حجيج مكة؟
قولوا لمسلمي
بورما...
ألا يحق لهم
أن يحجوا مثلكم ويرجموا الشيطان!!
ألا يحق لهم الصلاة في مسجد يرفع فيه الآذان!!
ألا يحق لهم الصلاة في مسجد يرفع فيه الآذان!!
ألا يحق لأطفال
بورما كغيرهم ترتيل القرآن!!
ألا يحق لهم
أن يستقروا في بيت يزينه الأمان!!
يا أمة
محمد... يا من فقدتم هرمون الأدرينالين...
لن تغاروا
على إخوانكم المغتصبين من بعد الآن...
ولن تتذكروهم
في صلواتكم وخشوعكم الرنان...
لن تنزعجوا
من أخبارهم التي لن يبثّها إعلامكم الخوّان...
أتعتقدون
أنكم سَتَصِلون بذلك إلى أعلى درجات الإيمان!! وتبلغون فردوس الجنان!.
تبا لكم،
بِعتُم وخُنتُم بورما وقضيتها، بأبخس الأثمان!...
-------------------------------------------------------------
هنا
بورما
بقلم: روميساء شرفي
(21 سنة، من الجزائر العاصمة)
هنا الحياة
خطيئة يعاقب عليها بالموت حرقا أو ذبحا أو حسرة
هنا يتطلب
الأمر أن تخلع إنسانيتك عند باب أحلامك لتدخل واقعك الكريه
هنا لا
يتعقد المرء أو يذهل من منظر جسد يلتهب أو أصابع تتساقط في الأرض
ولا يشعر
بالغثيان عند رؤية الأعضاء والدماء والأمعاء
لأنه في
الأصل عقدة...
شبكتها
الأيادي القاسية وربطتها بإحكام..
هنا..
لا معنى
لكلمة حق ولا وجود لها!
كل الأشياء
واجب، انكسارك واجب، جوعك واجب، ألمك واجب
وحتى موتك
واجب...
لقد فقدنا
ظلالنا التي فزعت يوم ولادتنا وفضلت البقاء في الأرحام
فقدت عضلات
وجوهنا القدرة على الابتسام ومات فينا كل شيء
عدا أجسادنا
المعقوفة الملتوية التي تنتظر نهايتها الشنيعة وتتساءل عن الطريقة التي سوف تتلاشى
بها
هنا أقصى
أحلامنا مكان غفل عنه الموت ولم يمر عبر مسامه...
زاوية لا
يوجد بها شيء سوى أرواحنا المطمئنة الآمنة..
رقعة ضيقة
نسجد فيها دون أن نخشى أن تغوص أعناقنا في الأرض بعدها... أو تقطيع أيادي صغارنا
هنا المكان
المنسي الذي اختلت به القسوة!..
وسكن الموت في كل زواياه
وسكن الموت في كل زواياه
هنا أجهضت
الرحمة نفسها!
وطعنت
الحرية خصرها!
واجتمعت
شياطين العالم لترقص فوق الجثث
هنا ينتهي
الصوت قبل أن يكون له صدى تستمر أكثر المشاهد ترويعا دون أن يكترث العالم...
هنا بورما!
-------------------------------------------------------------
رسالة
اعتذار
بقلم: عايدة بن عزوز
(36 سنة، من ولاية تبسة)
أعتذر لكم
أطفال بورما
أعتذر نيابة
عن قلب
مثكل
بالوجع... لا يجد لكم سبيلا
أعتذر لكم
من قلم
ينزف
حزنا... وعويلا
أعتذر من
عين... خليلها دمع
تدعو لكم
طويلا
أعتذر لكم
أطفال بورما
من شاعرة
تلعن البوذيين
تلعن حكامنا
يحيكون الحيّلا
أعتذر لكم
من ضمير
حيث ما كان
نزيلا
أعتذر لكم
من لغة
لا تنصر
مضطهد.. ولا خليلا
أعتذر لكم
من قصيد
لم يفي حق
جرحكم الجليلا
--------------------------------------------------
شابة
جزائرية تناشد العالم من خلال إصدارها كتاب "ماذا يحدث لمسلمي بورما؟"
تَوَّجَت الكاتبة
الجزائرية دنيازاد مسعود مجهودها في البحث عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بقضية بورما،
دام أكثر من سنة ونصف، بكتاب يُعرف بقضية بورما الإنسانية، الكتاب الذي صنع الحدث
حمل عنوان "ماذا يحدث لمسلمي بورما؟" محاولا الإجابة بكل شفافية وحيادية على
هذا السؤال المسكوت عنه والنَادِر طرحه في الإعلام العربي والغربي.
دنيازاد ابنة مدينة تلمسان
الجزائرية (عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2014) قدمت للعالم العربي والإسلامي
مولودا أدبيا إنسانيا، أرادت من خلاله التعريف بقضية التصفية العرقية التي يعيشها
مسلمو الروهينغا في صمت، لتكون بذلك أول جزائرية تجعل من قلمها صوتا للمضطهدين في
قرى ميانمار.
واستعانت الكاتبة دنيازاد
مسعود صاحبة الأربع والعشرون ربيعا في بحثها بالمركز الإعلامي الروهينجي الذي لم
يقصر في دعمها من خلال تصحيح الأرقام والحقائق التي رأت الكاتبة أنها تحتاج مراجعة
علمية دقيقة من قِبل المركز الروهينجي قَبل نشرها.
يومية
الديوان الثقافية اقتربت من الكاتبة والإعلامية دنيازاد مسعود، للوقوف على ظروف
تأليفها كتاب "ماذا يحدث في بورما؟" والاطلاع على ما تعانيه الأقلية
المسلمة هناك.
-
دنيازاد مسعود كاتبة وإعلامية جزائرية من مدينة تلمسان،
في الرابع والعشرين من عمرها، طالبة في كلية الحقوق والعلوم السياسية تخصص
الدبلوماسية والتعاون الدولي، رئيسة نادي سفراء النوايا الحسنة، ولها خمسة مؤلفات
مختلفة.
حاورها:محمد أمين بشيرباي
أولا، حديثنا
دنيازاد عن إصدارتك الأدبية بصفة عامة؟
لي خمسة مؤلفات، اثنان
منها في دار النشر، وثلاثة الباقية حبيسة الأدراج.
ما محل "ما
الذي يحدث لمسلمي بورما؟" من هذه المؤلفات؟
"ما الذي يحدث لمسلمي
بورما؟" هو خامس إصدار لي وآخر ما كتبت، تتكفل به حاليا دار الأوطان للنشر
والتوزيع
عرفينا أكثر على
هذا الإصدار؟
كتاب "ماذا يحدث لمسلمي
بورما؟" يحمل في طياته شهادات حية للاجئين بورميين، كما أنه يروي تفاصيل
معاناة مسلمي بورما بسبب التعتيم الإعلامي على القضية، وتصف صفحات الكتاب التعذيب
الرهيب الذي يتعرض له الأبرياء هناك صباح مساء.
ما الذي دفع
دنيازاد للخوض في هذه القضية؟
ببساطة، لرغبتي في إعطاء
القضية حقها ونصرة إخواننا المضطهدين في بورما.
هل تلقيت صعوبات
أثناء تأليفك للكتاب؟
أجل، ككل باحث، خاصة والقضية
حساسة نوعا ما.
ما هي هذه
التحديات والصعوبات؟
أبرز التحديات التي اعترضت
طريقي:
-
عدم اتقاني للغة البورمية.
-
انعدام المراجع الموثقة.
-
حظر ومنع الإعلاميين من التواجد في أركان، المنطقة التي
يعيش فيها أغالب المسلمين.
-
وعدم تصديق المتلقي لوقائع القضية
أثناء عملية
تقصيك للوقائع والأحداث التي تقع هناك، هل اصطدمت بنقاط وقضايا وجدت فيها تحفظا
زائدا أو نوعا من السرية؟
لا، بالعكس، لا توجد أي
مزايدة في القضية، وإنما انتقاص من أهمية الأحداث التي تقع في بورما رغم بشاعتها،
فلحد الآن لم تتبن أي جهة أو وسيلة إعلامية القضية كما يلزم ولم يعطوها حقها.
سيدة دنيازاد مسعود، في
نظرك هل تعتقدين أن للأدباء والكتّاب القدرة الكافية للتعريف بقضية المستضعفين في
ميانمار؟
أكيد، الكتّاب والإعلاميين
همزة وصل بين المستضعفين والجمهور المتلقي لو أحسنوا تبنيها، خاصةً إذا كانت
الحملة الإعلامية في وقت واحد، متأكدة أنها ستكون ذات مردودية وإيجابية واستجابة
وتعاطف. وستخلق جوّ التعاون من الجميع دون استثناء لرفع الظلم عن هذه الأقلية
الأكثر اضطهادا في العالم.
حسنا، حسب رأيك
ما السبب وراء هذا التجاهل والتقصير الإعلامي تجاه القضية البورمية؟
أعتقد أن السبب وراء تجاهل
الإعلام لهذه القضية يعود إلى كون منطقة أركان تعتبر في هذه المرحلة مثلها مثل
قطاع غزة المحاصر بل أسوء من ذلك، فكل الإعلاميين يعانون الضغوطات ولا يسمح لهم
بالدخول أو الاقتراب من المنطقة.
أما عن الصور والفيديوهات
التي تصلنا فأغلب مصادرها كانت عن طريق اللاجئين في بنغلادش اندونيسيا، ومن دول
آسيوية أخرى مجاورة لميانمار.
كنتيجة للبحث
المعمق الذي قمت به في ما يخص قضية بورما، هل يمكنكِ الحسم في الأسباب الرئيسية
التي أدت إلى مأساة بورما؟ أهي تطهير عرقي أم تصفية دينية تستهدف المسلمين بالدرجة
الأولى؟
السبب الذي اكتشفته من
خلال بحثي والذي نشرته في كتابي، يتمثل في التصفية العرقية أو ما يسمى بالتطهير
العرقي، لأن هناك مسلمون في بورما يعيشون بشكل عادي، والسبب أنهم مسلمون بالأصل
وتتجذر أصولهم إلى عربية. أما من دخل الإسلام من الروهينغا والذين هم الأصحاب الأصليين
لبورما فهم الأقلية المسلمة هناك، يعانون من ظلم الحكومة البورمية بالتعاون مع
البوذيين لأجل القضاء عليهم وطمس هويتهم وعرقهم ومحو أثرهم بتهديم مساجدهم وقتلهم.
ما هي الرسالة
التي تودين توجيهها للقائمين على الإعلام العربي؟
رسالتي للقائمين على
الإعلام العربي: الإعلام وسيلة نبيلة وكان دوما وسيلة ربط بين شعوب العالم ولسانا
للمضطهدين، فدعونا نحافظ هذه الصورة النظيفة للإعلام والهدف النبيل الذي يسمو
إليه، بتبني القضايا الإنسانية بدلا من إضاعة وقت المشاهد في نشر غسيل الناس دون
أدنى احترام للعائلات المتابعة.
كلمة أخيرة
لقراء يومية الديوان الثقافية؟
دمتم متابعين أوفياء لهذه
اليومية الرائعة التي تكشف ذوق كل واحد منكم، فاختياركم لهذه الجريدة الثقافية ينم
عن ذوقكم الراقي واختياركم الرفيع.
وتمنياتي القلبية لكم
بالتوفيق والارتقاء بالأدب والعلم، كونوا أنتم نقطة التغيير فالقاع ازدحم، والعالم
لم يعد بحاجة لمزيد من النسخ المكررة.. تحياتي.
ملف "بورما المنسية تعاني بصمت..." نشر على يومية الديوان الثقافية